يا بني كن هذا الرجل (ورجل قلبه معلق في المساجد)
يا بُنيّ كن هذا الرجل (ورجل قلبه معلق في المساجد)
كُن هذا الرجل في الدنيا…
الرجل الذي إذا سُئل عن أحبّ الأماكن إلى قلبه، أجاب دون تردد: المسجد.
قلبه معلقٌ ببيت الله، بينما تعلّقت قلوب أقرانه بغيره. يجد راحته في الذكر والصلاة، في حين يبحث غيره عن متعته في فيلم أو مسلسل. وإذا ضاقت به الدنيا، اتجه إلى ركنه الشديد، إلى بيت الله، بينما يفرّ الآخرون إلى مهدئ أو مخدر.
لأنه قضى أجمل سنوات عمره في المسجد، أصبح كأنه أحد أعمدته. صديقٌ للملائكة، يسألون عنه إذا غاب، ويزورونه إذا مرض، ويعينونه إذا احتاج؛ كما أخبر النبي ﷺ:
«إنَّ للمساجدِ أوتادًا، هم أوتادُها، لهم جلساءُ من الملائكةِ، فإن غابوا سألوا عنهم، وإن كانوا مرضى عادوهم، وإن كانوا في حاجةٍ أعانوهم»
[صحيح الترغيب، ح 329].
وكُن هذا الرجل في الآخرة…
الرجل الذي ينعم بظل عرش الرحمن يوم لا ظلّ إلا ظله، في ساعةٍ يحزن فيها الناس من الفزع الأكبر، وتدنُو الشمس من رؤوسهم، بينما هو مطمئن، ساكن القلب، واثقٌ بالنجاة.
كل ذلك لأنه عاش قلبًا معلقًا في المساجد.
كيف تصنع من ابنك هذا الرجل؟
ستجد في هذا الكتاب أجوبة صادقة، وأفكارًا عملية، وتجارب واقعية، تساعدك على تربية ابنٍ يحب المساجد ويؤنسها، ويأنس بها.
وحين ترى قلبه قد تعلّق ببيوت الله، فاطلب منه دعوةً صادقة لنا، علّ الله أن يرزقنا من فضله مثل ما رزقه.
الخبير التربوي |
د. عبد الله محمد عبد المعطي |
عدد الصفحات | 160 |
الناشر | مركز إبصار |
التصنيف | تربية الأطفال والناشئين |
